ولما كان كتاب "الجامع الصغير" كتابًا ليس له في جمعه نظير مشتملاً من الأحاديث النبوية على الجم الغفير، كان حقيقًا بأن يَصْرِف العالمُ إليه عنان العناية، فإنه لا يستغني عنه وإن بلغ الغاية، لتقريبه البحثَ عن متون الألفاظ النبوية وتسهيله.
ومن ثَمَّ اعتنى العلماء بشرحه وتهذيبه وترتيبه وتمييز صحيحه من ضعيفه.
ومن الذين شرحوه العلامة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله ويعتبر شرحه إضافة جديدة إلى المكتبة الإِسلامية وسيصبح عمدة العلماء، ومع هذه الأهمية الكبرى للكتاب فإنه لا يزال محتجباً عن القراء، بانزوائه في زوايا المكتبات، فاستعنت الله على إخراجه والعناية به، ورحت أنقب عن نسخه الخطية فاهتديت إلى نسخة خطية نسخت في حياة المؤلف بعنايته ومعونة ابنه، وعليها قراءات وبلاغات مثبتة على هوامش النسخة ومختتمة بها، وعليها خط المؤلف في أماكن متعددة، وصنعتُ له مقدمة تكلمت فيها على المؤلف والشارح وعلقت عليه بإيجاز ودقة وختمت ذلك بعدة فهارس تيسر الانتفاع منه. هذا العمل حصيلة بحث دؤوب عميق استغرق أكثر من أربع سنوات متواصلة.
وإني أشكر الله تعالى على فضله حيث أتاح لي إنجاز هذا العمل بتوفيقه فله الحمد أولاً وآخراً.
ثم أشكر سماحة الوالد الشيخ/ صالح بن محمَّد اللحيدان/ رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي لم يدّخر جهداً في مساعدتي خاصة كما هي عادته مع طلبة العلم عامة، فقد كان يحثّني على القراءة والبحث، ويرغّبني في المثابرة ومتابعة الجهد، ويقوّي عزيمتي في ذلك فله من الله الأجر، ومني كل تقدير، حفظه الله ومتّعه بالصحة والعافية.
وأشكر فضيلة الشيخ/ عبد الله الغنيمان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة النبوية سابقا على مراجعته للمسائل العقدية فجزاه الله خيرًا.