فأنزل الله ذلك كما رآه وغير ذلك (حم ت عن ابن عمر) وقال: حسنٌ صحيحٌ (حم د ك عن أبي ذر) قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقروه (ع ك عن أبى هريرة، طب عن بلال وعن معاوية) بإسناد فيه ضعف (١).
١٧٠٣ - "إن الله تعالى جعل ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا (حم طب هب) عن الضحاك بن سفيان (صح) ".
(إن الله تعالى جعل ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا) أصل الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال للضحاك بن سفيان: ألست تؤتى بطعامك وقد فلح وقرح ثم تشرب عليه اللبن والماء؟ قال: بلى، قال: وإلى ما يصير؟ قال: إلى ما قد علمت، قال: فإن الله عَزَّ وَجَلَّ ضرب مثل الدنيا إلى ما يصير إليه طعام ابن آدم. هذا أحد ألفاظه والمثل محركة الشبه والنظير أي أنه جعل الرجيع الخارج من الإنسان نظيراً وشبهًا لشهوات الدنيا فشهوات الدنيا في القلب كشهوة الأطعمة في المعدة وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقيح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا انتهت في المعدة غايتها فكما أن الأطعمة إذا كانت ألذ طعمًا وأكثر دسمًا وحلاوة كان رجيعها أقذر كذلك كل شهوة كانت في النفس ألذ أقوى فالتأذي بها عند الموت أشد وكان بعض السلف يقول لأصحابه: انطلقوا أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى مزبلة فيقول: انظروا إلى دجاجهم وعسلهم وغنمهم وسمنهم كذا قيل، ويحتمل: أن المعنى أن الدنيا كما يلتذ بها صاحبها وبما يناله من طيباتها كالتذاذه بطعامه وشرابه فإذا فارقها ورحل إلى دار القرار ورأى وبال ما كان فيه تأذى به وتألم من حسابه فهو كالعذرة كانت مأكولاً لذيذًا ثم صار رجيعًا
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٩٥) والترمذي (٣٦٨٢) عن ابن عمر وأحمد (٥/ ١٦٥) وأبو داود (٢٣٦٢) والحاكم (٣/ ٨٧) عن أبي ذر، وأبو يعلى (كما في الكنز ٣٢٧١٤) عن أبي هريرة والطبراني في الكبير (١/ ١٠٧٧) رقم (١٠٧٧) عن معاوية. وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٣٨).