للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عقوق الآباء (ووأد البنات) في القاموس (١): وأد بنته يئدها وأداً إذا دفنها حية وكان هذا دأب المشركين كما قال تعالى: {وَإذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} [النحل: ٥٨] (٢).

يقال أن أول من فعل ذلك رجل من العرب يقال إنه الضحاك بن قيس كما في "الإسعاف" أغار عليه عدوه فسبى ابنة له ثم اتخذها لنفسه ثم تصالحا على أن تختار البنت من شاءت منهما فاختارت من سباها فكان أبوها بعد ذلك يدفن كل ولد له من بنت حية فاقتدى به العرب (ومنعًا) عن الخير وفعله (وهات) طلبًا وحرصًا على الأخذ من الناس وهي اسم فعل معناه أعط (وكره لكم قيل وقال) وقال: أي نهي عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم قيل كذا وقال كذا وهما مبنيان على أنهما فعلان ماضيان منضمتان للضمير ويعربان على إجرائهما مجرى الأسماء خلو من جر الضمير وإدخال حرف التعريف عليهما في قولهم القيل والقال، وقيل: القيل الابتداء والقال الجواب، وهذا على كون الرواية قيل وقال على أنهما فعلان فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا يعلم حقيقته فيكون نظير حديث: "بئس مطية الرجل زعموا"، فأما من حكى ما يصح ويعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذم، وقال أبو عبيد فيه نحو وعربية وذلك أنه جعل القال مصدرًا كأنه نهى عن قيل وقول، يقال: قلت قولاً وقالاً وقيلاً وهذا التأويل على أنهما اسمان، وقيل: أراد النهي عن كثرة الكلام مبتدئًا ومجيبًا وقيل: أراد به حكاية أقوال الناس والبحث على ما لا يجدي عليه خيرًا ولا يعنيه أمره (وكثرة السؤال) في النهاية (٣): السؤال في كتاب


(١) القاموس المحيط (ص ٤١٣).
(٢) وُضع في الحاشية عنوان: مطلب أول من وأد البنات.
(٣) النهاية (٢/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>