للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمة مباركة لا يدرى أولها خير أم آخرها" وأن المراد بالآخر في قوله: (وآخرها شرارها) هو الآخر الحقيقي، وهم الذين تقوم عليهم الساعة (مختلفين متفرقين) أحوال من شرارها، وفيه أن الاختلاف والتفرق صفة أشرار الأمة، (فمن كان يؤمن بالله ورسوله فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) هو من جوامع الكلم ومما ينبغي للمؤمن أن يجعله نصب عينيه في معاملة عباد الله. (طب) (١) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وإسناده حسن.

٢٢٤٧ - "إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد؟ ". (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ".

(إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم) كالتفسير لقوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: ٨] وفيه دليل أن اللام في الآية للعموم وأنه سؤال عن كل نعيم فأوله. (أن يقال له) يقول له الرب تعالى أو الملك بأمره. (ألم نصح) من أصحه. (لك جسمك) بالعافية. (ونرويك) من الري. (من الماء البارد) وخص هاتين بالأولية لأنهما أم النعم، فإن الصحة هي نعمة مفردة تأتي بكل جمع، فإن كل نعمة في ضمنهما، والتروية من الماء نعمة يقصر اللسان عن وصفها، فإن إيجاد الماء من عجائب نعم الله، فإنه جسم رقيق لطيف سيّال متصل الأجزاء كأنه شيء واحد لطيف التركيب سريع القبول للطبع مسخر للتصرف قابل للاتصال والانفصال، فيه حياة كل ما على وجه الأرض من حيوان ونبات، فلو احتاج العبد إلى شربة ماء ومنع منها لبذل جميع ما في الأرض في إخراجها، والعجب من الآدمي يستعظم الدنيا والدرهم، ونفيس الأحجار من الجواهر وينسى نعمة الله في هذا الشيء المبذول الذي مَنَّ الله به على عباده.


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ٢١٦) رقم (١٠٥١٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٨٢٦)، والضعيفة (٣١٦٨، ٥٣٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>