للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نون مشدّدة اسم مكان من إن المحققة. (من فقهه) محل تحقق لكونه فقيهًا وذلك لأن الخطاب خطاب للعباد والصلاة مناجاة للرب تعالى فإطالته المناجاة لمولاه على خطاب عبيده دليل محبته له ودليل فقهه. (فأطيلوا الصلاة) بحيث لا تكونوا فتانين كما قال لمعاذ: "أفتان أنت يا معاذ". (وأقصروا الخطبة) باختيار جوامع الكلم لها. (وأن من البيان لسحرا) في النهاية (١): البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ وهو من الفهم وذكاء القلب وأصله الكف والظهور، وقيل معناه أن الرجل يكون عليه الحق وهو أقوم بحجته من خصمه فيقلب الحق لبيانه إلى نفسه لأن معنى السحر قلب الشيء في عين الإنسان لا قلب الأعيان، ألا ترى أن البليغ يمدح إنسانًا حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه انتهى.

قلت: ووجه اتصاله بما قبله أنه - صلى الله عليه وسلم - لما حث على قصر الخطبة حث على البيان فيها والإيضاح لمعانيها وحسن التأدية لها إذ الكل من البيان. (حم م) (٢) عن عمار بن ياسر) وغيره.

٢٢٨٩ - "إن عامة عذاب القبر من البول، فتنزهوا منه". عبد بن حميد، والبزار (طب ك) عن ابن عباس (صح).

(إن عامة عذاب القبر) أكثره وغالبه. (من البول) من التلوث به. (فتنزهوا منه) تباعدوا عن التلوث به وتقدم الكلام عليه. (عبد بن حميد والبزار طب ك (٣) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته.


(١) انظر النهاية (١/ ١٧٤).
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٢٦٣)، ومسلم (٨٦٩).
(٣) أخرجه عبد بن حميد (٦٤٢)، والطبراني في الكبير (١١/ ٧٩) رقم (١١١٠٤)، والحاكم (١/ ١٨٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>