للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخطيئة لخبر "أتبع السيئة الحسنة تمحها" (١) ثم في الثالثة تطفئ الخطيئة لمقام الحكاية عن المباعدة عن النار فلما وضع الخطيئة موضع النار على الاستعارة المكنية أثبت لها على الاستعارة التخيلية ما يلازم النار من الإطفاء لتكون قرينة مانعة لها عن إرادة الحقيقة، وأما قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَاراً} [النساء: ١٠] فمن إطلاق اسم المسبب على السبب انتهى.

قلت: ويصح أن يكون أطلق الخطيئة على النار من إطلاق السبب على المسبب مجازاً مرسلاً ثم أثبت لها الإطفاء ترشيحاً فإنه يجري في المجاز المرسل كما يجري في الاستعارة كما صرح سعد الدين في قوله: "أسرعكن بي لحوقاً أطولكن يداً" (٢). (كما يطفئ الماء النار). (ابن المبارك (٣) عن عكرمة) هو البربري مولى ابن عباس تكلموا في عقيدته، وقيل: إنه يكذب على ابن عباس والكلام فيه متسع قال الحافظ العراقي: ولأحمد من حديث عائشة بسند حسن: "استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان" (٤) قلت: وتقدم حديث عدي عند الشيخين: "اتقوا النار ولو بشق تمرة (٥).


(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٨٠٢٣)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ١٤٥) رقم (٢٩٧).
(٢) أخرجه البخاري (١٤٢٠).
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٦٥١)، وأخرجه أحمد (٦/ ٧٩) عن عائشة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٩٥١).
(٤) أخرجه أحمد (٦/ ٧٩)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٢١٢).
(٥) أخرجه البخاري (١٤١٧)، ومسلم (١٠١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>