للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تخريج المناط فإنه ما لم للأصوليين الدليل على العمل به. (فإذا عملوا بالرأي فقد ضلوا) أي في أنفسهم بسلوكهم ما لم يأذن الله به. (وأضلوا) أي غيرهم ممن تبعهم وفيه أن البراءة الأصلية دليل لأنه نهى عن الرأي فدل على أنه إذا لم يوجد الحكم نصا فالبراءة عنه أحكم. (ع) (١) عن أبي هريرة) قال أبو زرعة: لا ينبغي الجزم لهذا الحديث وبين الحافظ الهيثمي وجه ضعفه لأن فيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري متفق على ضعفه.

٣٣١٧ - "تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". (خ) عن أبي هريرة (صح).

(تعوذوا بالله من جهد البلاء) بفتح الجيم أفصح من ضمها هي الحالة التي يمتحن بها الإنسان بحيث يتمنى الموت بسببها سواء كان في دينه أو دنياه في نفسه أو أهله. (ودرك) بفتح المهملة والراء. (الشقاء) الشقاوة: قال ابن حجر (٢): هو الهلاك ويطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك، وقيل: هو أحد دركات جهنم ومعناه من موضع أهل الشقاوة وهي جهنم أو من موضع يحصل لتأديته شقاوة ويحتمل أنه مصدر مضاف إلى فاعله أو مفعوله أي إدراكنا الشقاء أو إدراك الشقاء إيانا. (وسوء القضاء) أي القضاء الذي يوقع الإنسان تحول المقضي به ما يسوء. (وشماتة الأعداء) الشماتة الفرح أي من فرح العدو وهو لا يفرح إلا لمصيبة تنزل لمن يكره والتعوذ من السبب وهي المصائب التي يفرح بها العدو إلا أنه أقيم المسبب مقام السبب ونكتة ذلك أبانه أن شماتة العدو أهم في الاستعاذة من المصيبة واعلم أن شماتة الأعداء من عطف الخاص على ما يعمه فإن جهد البلاء


(١) أخرجه أبو يعلى (٥٨٥٦)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١/ ١٧٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٥٧)، والضعيفة (٣٤٠٨).
(٢) فتح الباري (١١/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>