المراد عود من تلبس به قبل أو يراد بالإبعاد منه التوفيق لخلافه {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}[الأعراف: ٤٣]، (كما يكره أن يلقى في النار) واعلم أنه: اشتمل الحديث على الإرشاد إلى التحلي بالصفات الكمال والتخلي من صفات النقصان فالأول بالأولين والثاني بالثالث والتخلي بالمعجمة مقدم على التحلي بالمهملة طبعاً إلا أنه آخره هنا لأنه قد استلزم التحلي بالكمال والتخلي عن النقصان فلم يذكره أحدا إلا تأكيدا وتصريحا باللازم؛ فإنه لا يحب الله ورسوله من لم يكره العود في الكفر فضلا عن أن يتصف بالأحبية لهما على ما سواهما، قال البيضاوي: جعل هذه الأمور الثلاثة عنوانا لكمال الإيمان المحصل لتلك اللذة؛ وإنه لا يتم إيمان عبد حتى يتمكن في نفسه أن المنعم والقادر على الإطلاق هو الله سبحانه ولا فاتح ولا مانع سواه وما عداه وسائط وأن الرسول هو العطوف الحقيقي الساعي في إصلاح شأنه وإعلاء مكانه وذلك يقتضي أن يتوجه بسرائره نحوه ولا يحب ما يحبه إلا لكونه وسطا بينه وبينه وأن يتيقن أن جملة ما وعد به أو أوعد حق فيتيقن أن الموعود كالواقع. (حم ق ت ن هـ)(١) عن أنس بن مالك)، قال النووي: هذا الحديث أصل من أصول الإِسلام.
٣٤٠١ - "ثلاث من كن فيه نشر الله تعالى عليه كنفه، وأدخله جنته: رفق بالضعيف، وشفقة على الوالدين والإحسان إلى المملوك". (ت) عن جابر.
(ثلاث من كن فيه ينشر الله سبحانه) بشين معجمة من النشر ضد الطي وروي بمثناة تحتية وسين مهملة وروي: (عليه كنفه) بكاف ونون وفاء وروي حتفه بحاء مهملة ومثناة ساكنة فوقية وفاء أي موته على فراشه والمعنى على
(١) أخرجه أحمد (٣/ ٧٧، ١٠٣)، والبخاري (١٦، ٢١، ٦٥٤٢)، ومسلم (٤٣)، والترمذي (٢٦٢٤)، والنسائي (٨/ ٩٦)، وابن ماجه (٤٠٣٣)، وانظر قول النووي في شرح النووي على صحيح مسلم (٢/ ١٣).