للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشدة ما يلقاه منه إلى زوّاره، وفيه أن الشكاية من الألم شكاية من الله تعالى لولا عفوه لكانت من أعظم الذنوب. (أبدلته لحما خيرا من لحمه) أي الذي أذابه المرض وأذهبه السقم. (ودماً خيراً من دمه) الذي أنزفته الحمى، والخيرية باعتبار أنه أحب إلى الله فإنه لحم قد غسل صاحبه عن درن الذنوب أو أنه أكثر نورانية وأخف وأسرع إقبالا لفعل الخير، وظاهره أن هذا الإبدال كائن منه تعالى سواء توفي عبده فالإبدال في الآخرة أو أبرأه فالإبدال في الدنيا لأنه فرع قوله: (فإن أبرأته) وعقب به الإبدال أي إن رزقته الصحة من ألمه. (أبرأته ولا ذنب له) أي مغفورة له جميع ذنوبه فلا يبقى ذنباً يعاقب عليه من صغير ولا كبير. (وإن توفيته فإلى رحمتي) أي فأذهب به إلى رحمتي لا حساب عليه ولا عقاب. (طب حل) (١) عن أنس) فيه الجارود بن يزيد وهو متروك وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن الجارود لم يتهم بوضع بل هو ضعيف.

٣٤٢٥ - "ثلاث من كنوز البر: كتمان الأوجاع، والبلوى، والمصيبات ومن بث لم يصبر". تمام عن ابن مسعود.

(ثلاث من كنوز البر: كتمان الأوجاع، والبلوى) هو نظير ما مر آنفاً. (و) عطف. (المصيبات) عليها وعلى البلوى من التعميم بعد التخصيص. (ومن بث) أي أشاع وشكى مصيبته للناس. (لم يصبر) أي لم يتصف بالصبر فإنه لا صبر مع الشكوى وتقدم الكلام في هذا غير مرة. (تمام (٢) عن ابن مسعود) فيه ثابت بن عمرو قال الذهبي في المغني (٣) قال الدارقطني: ضعيف.


(١) أخرجه الطبراني في الشاميين (١٣٩٢)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١١٧)، وانظر الموضوعات (٣/ ١٩٩)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٢٥٥٨)، والضعيفة (٦٩١): موضوع.
(٢) أخرجه تمام في فوائده برقم (١٠١٩)، وانظر فيض القدير (٣/ ٢٩٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٥٥٩)، وقال في الضعيفة (٦٩٢): ضعيف جداً.
(٣) انظر المغني (١/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>