للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله وما يبغضه وتريد فعل ذلك فإن هذه أحسنت بنسجها إلى رسول الله كما أن سام أبرص شب النار على خليل الله، وفيه أنه يكافيء بالدعاء للعجم من الحيوانات وأن لها جزاء من الله تعالى والحديث يحتمل أنه إخبار ويحتمل أنه أنشأ بلفظ الإخبار من باب مات زيد رحمه الله، إن قيل يشكل عليه حديث: "العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه" (١).

قلت: يحتمل أنه قال هذا في العنكبوت الذي نسج عليه فقط وأنه قد ينفرد بعض أفراد الجنس الخسيس بصفة الخير كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن شيطان أنه أعانه الله فأسلم على أحد التفسيرين في أسلم، ويحتمل أنه أمر بقتل العناكب قبل إعلام الله له أنه لا نسل لما مسخه الله وأن هذه الموجودة ليس نسلها منه. (أبو سعد السمان في مسلسلاته) تقدم ضبطه والترجمة له وبيان معنى المسلسل (فر) (٢) عن أبي بكر) أي كلاهما أخرجاه عنه.

٣٥٧٠ - "جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس". (م) عن أبي هريرة. (صح)

(جزوا الشوارب) أي خذوا منها، وفي لفظ: "قصوا"، وفي آخر: "حفوا" قال ابن حجر: هذه الألفاظ تدل على المبالغة في الإزالة؛ لأن الجز قص يبلغ الجلد والإخفاء والاستقصاء ومن ثمة استحب أحمد وأبو حنيفة استئصاله بالحلق والمختار عند الشافعية قصه حتى يبدو طرف الشفة والأمر [٢/ ٣٧٩] للندب وأوجبه ابن حزم قال ابن دقيق العيد والحكمة في قصها: أمر ديني هو مخالفة شعار المجوس في إعفائه، ودنيوي: هو تحسين الهيئة والتنظيف انتهى.


(١) أخرجه أبو داود في مراسيله (٥٠٠، ٥٠٤)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٣١٦).
(٢) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (٣٥٢٦٧، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٢٦٢٩) موضوع، وقال في الضعيفة (١١٨٩): منكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>