جارحة لها طاعة فهو نفي لطاعة كل جارحة. (ثم شق قلبه فلم يجد فيه خيراً) ظاهره ولا اعتقاد حقية تلك الكلمة التي غفر له بها وهو خلاف ما تقرر في قواعد الشرع من أنه لا حكم لقول لا يعتقد فيحصل خيرا على التخصيص باعتقاد حقية تلك الكلمة ولا خير فيه من خصال البر كالرحمة والشفقة ومحبة فعل الخير ونحوها ويحتمل أنه بوجدانه معتقدا لتلك الكلمة ولم ير شيئا من دلائلها في جوارحه لم يعتد بالاعتقاد لأنه لا حكم له حتى يسري إلى الجوارح أقل حال اللسان، ويحتمل أن الملك لا يطلع على الاعتقادات وما يعلمها إلا عالم الغيب وهو بعيد لأنه لا فائدة لاطلاعه على القلب لو كان كذلك، أي لو كان لا يطلع على الاعتقادات فإنه ما اطلع على القلب إلا ليعرف ما اتصف به. (ففك لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول:"لا إله إلا الله" فغفر له) أي فأعلم الله الملك أنه قد غفر له. (بكلمة الإخلاص) قال الفخر الرازي: إنما سميت كلمة الإخلاص لأن كل شيء يتصور أن يشوبه غيره فما خلص لله سمي خالصًا إن قيل كيف إتمامه وهو في السياق، قيل ما فيه دليل على أنه في الحالة التي لا يقبل معها إيمان لاحتمال أنه قبلها وهل هذه من هذه الأمة أم لا دليل أنه من هذه الأمة. (ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين (هب)(١) عن أبي هريرة) ورواه ابن لال والديلمي.
(١) أخرجه البيهقي في الشعب (١٠١٥، ٩٢٣٥)، والخطيب في تاريخه (٩/ ١٢٤)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٧٢٥)، وقال في الضعيفة (٢٥٩٠): منكر.