(خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة وأفطروا) وفيه دليل على أنه لا يجب القصر ولا الإفطار على المسافر بل إنهما الأفضل. (الشافعي، والبيهقي (١) في المعرفة عن ابن المسيب مرسلا) ووصله أبو حاتم في العلل عن جابر يرفعه بلفظ: "خياركم من قصر الصلاة في السفر وأفطر".
٣٨٧٩ - "خياركم من ذكركم بالله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، ورغبكم في الآخرة عمله". الحكيم عن ابن عمرو.
(خياركم من ذكركم بالله رؤيته) وذلك رؤية من علاه من الله سمات ظاهرة لاح منها نور الجلالة وهيئة الكبرياء وأنس الوقار فإذا نظر الناظر إليه ذكر الله تعالى لما يراه من آثار الملكوت عليه فهذه صفة الأولياء فالقلب معدن هذه الأشياء ومستقر النور ومشرب الوجه من ماء القلب فإذا كان على القلب نور معارف الله تعالى والإيمان ووعده ووعيده تأدى ذلك النور إلى الوجه فإذا رآه الرائي وقع عليه ذكر الله تعالى. (وزاد في علمكم منطقه) أي علمه بالله وصفاته وكبريائه وجلاله وذلك بما يعرفكم به من آلائه ويذكركم به من نعمائه ويدعوكم إليه من معرفة وجوه حكمته. (ورغبكم في الآخرة عمله") أي لما [٢/ ٤٥٧] يرونه من اجتهاده في طاعاته وحسن إتيانه بها على الوجه الشرعي المطابق للهدي النبوي فهذه الثلاث الصفات صفات من قد جمع بين العلم والعمل وأشرق على وجهه وجوارحه آثار ذلك فإن رأيته ذكرك بربك وإن نطق زادك علماً لحق خالقك وإن عمل رغبك في العمل لآخرتك التي إليها معادك.
(١) أخرجه الشافعي في مسنده (١/ ٢٥)، وعبد الرزاق (٤٤٨٠)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (٦٥٥٨)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (رقم ١٦٤٧)، وانظر علل ابن أبي حاتم (١/ ٢٥٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٨٧٢).