(خير نسائها) أي نساء الدنيا في زمانها والضمير لغير مذكور يفسره الحال وليس المراد أن مريم خير نسائها إذ يصير [/ ٤٧٢] كقولهم يوسف أحسن إخوته وقد صرحوا المنفعة؛ لأن أفعل التفضيل إذا أضيف وقصد به الزيادة على من أضيف إليه يشترط أن يكون منهم كزيد أفضل الناس فإن لم يكن منهم لم يجز كما في يوسف أحسن إخوته لخروجه عنهم بإضافتهم إليه ذكره الزركشي. (مريم بنت عمران) خبر خير نسائها. (وخير نسائها) أي هذه الأمة أو أهل عصرها: (وخديجة بنت خويلد) قال القاضي البيضاوي: قيل الكناية الأولى راجعة إلى الأمة التي فيها مريم والثانية إلى هذه الأمة وروى وكيع الذي هو أحد رواة الصحيح أنه أشار إلى السماء والأرض يعني هما خير العالم التي تحت السماء وفوق الأرض كل منهما في زمانه ووحد الضمير؛ لأنه أراد حملة طبقات السماء وأقطار الأرض وأن مريم خير من صعد بروحه إلى السماء وخديجة خير نسائها على وجه الأرض والحديث ورد في أيام حياتها انتهى، وفي المطامح: الضمير حيث ذكر مريم عائد إلى السماء ومع خديجة على الأرض دليله ما رواه وكيع وابن نمير وأبو أسامة وأشار وكيع من بينهم إلى السماء بأصبعه عند ذكر مريم وإلى الأرض عند ذكر خديجة وزيادة العدل مقبولة، والمعنى أنهما خير نساء بين السماء والأرض انتهى. (ق ت)(١) عن علي) - رضي الله عنه - وفي الباب أبي جعفر وغيره.
٤٠٧٤ - "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناء على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده". (حم ق) عن أبي هريرة (صح).
(خير نساء ركبن الإبل) كناية عن نساء العرب وخرج به مريم فإنها لم تركب بعيرا قط، على أن الحديث ورد في الترغيب في نكاح القرشيات فلا تعرض فيه لمن انقضى زمانهن. (صالح) بالإفراد ورواية "صلاح" بضم أوله وتشديد