للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الديلمي عنه ورمز المصنف لحسنه.

٤١٣٦ - "الخير عادة، والشر لجاجة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين". (هـ) عن معاوية (صح).

(الخير عادة) أي تعود النفس إليه وتحرص عليه أو المراد أنه بالتعود فمن لم يكن في طباعه خير تعوده حتى تمرن عليه والعادة مشتقة من العود إلى الشيء مرة بعد أخرى قال العامري في شرح الشهاب: وأكثر ما تستعمل العرب العادة في الخير وفيما يسر وينفع قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "عوّدوا قلوبكم الرأفة" (١) فحث على تعويده ليؤلف فيسهل يقال: اعترض كلب على طريق عيسى -عليه السلام- فقال: اذهب عافاك الله، فقيل له تخاطب كلبًا، قال: لساني عودته الخير فتعود، وقال الحكماء: العادة طبيعة خامسة (والشر لجاجة) -بالجمين من اللجاج- أكثر ما يستعمل في المراجعة في الشيء التفسير وشؤم الطبع بغير تدبر عاقبة وسمى فاعله لجوجا كأنه أخذ من لجة البحر وهو أخطر ما فيه فزجرهم المصطفى - رضي الله عنه - عن عادة الشر بتسميتها لجاجة وميزها عن تعود الخير بالاسم للفرق. (ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) أي يفهمه ويبصره معاني كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - لأن ذلك يقوده إلى التقوى والتقوى تقوده إلى الجنة. (هـ) (٢) عن معاوية بن أبي سفيان) رمز المصنف لصحته وفيه مروان بن جناح قال في الميزان عن أبي حاتم: لا يحتج به وعن الدارقطني لا بأس به.

٤١٣٧ - "الخير كثير، ومن يعمل به قليل". (طس) عن ابن عمرو (ح).

(الخير كثير) أي أسباب نيله واسعة من أفعال وأقوال وتروك. (ومن يعمل به


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٣٥٨)، والقضاعي في مسند الشهاب (٧٣١)، وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (١١٧٩): ضعيف جداً.
(٢) أخرجه ابن ماجة (٢٢١)، وانظر الميزان (٦/ ٣٩٧)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣٣٤٨)، والصحيحة (٦٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>