للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البعثة، ورباه ورقة بن نوفل ذكره ابن هشام في السيرة، وإذا عرفت هذا فقد وهم المناوي أربعة أوهام: كونه ابن عم خديجة، كونه أدرك البعثة وآمن، وكونه تبعه ثم آمن، كونه قال الزين العراقي ينبغي أن يعد فهذه الأربع خصال صادقة في ورقة بن نوفل لا في زيد فتدبرهم. وقال أشعار في التوحيد قوله:

أربًّا واحداً أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور

تركت اللات والعزى جميعًا ... كذلك يفعل الرجل البصير (١)

وأشعاره في المعنى واسعة وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه دخل الجنة خبراً. (درجتين) أي منزلتين عظيمتين.

فائدة: قال الزين العراقي: ينبغي أن يقال إنه أول من آمن من الرجال لأن أول الوحي نزل في حياته فآمن به وصدقه، وذكره ابن منده في الصحابة، ويأتي في الغين أنه غفر له لأنه مات على دين إبراهيم وأنه يدل على أنه لم يدرك البعثة، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه دخل الجنة فرآه. (ابن عساكر (٢) في التاريخ عن عائشة) وفيه الباغندي مضعف لكن قال الحافظ ابن كثير إسناده قوي.

٤١٦١ - "دخلت الجنة فرأيت على بابها: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر فقلت: يا جبريل كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر؟ قال: لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير، والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه" (طب) عن أبي أمامة.

(دخلت الجنة فرأيت) يحتمل أنه رآه له الملك أو أنه أوحي إليه بلفظه ذلك أو أنه كان يقرأ المكتوب في غير عالم الشهادة وما كان أميا إلا في غيب الشهادة.


(١) الأبيات المنسوبة لأمية بن الصلت.
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (١٩/ ٥١٢)، وانظر سير أعلام النبلاء (١/ ١٣١)، وفيض القدير (٣/ ٥١٨)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٣٦٧)، والصحيحة (١٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>