للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٢٤ - "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات". (هـ) عن أم كرز.

(ذهبت النبوة) أي بعثت الأنبياء لأنه - صلى الله عليه وسلم - خاتم رسل الله إلى عباده. (وبقيت المبشرات) بكسر المعجمة جمع مبشرة وهي البشرى وفسرها في الخبر الآتي بأنها الرؤيا الصالحة وهي جزء من النبوة كما يأتي في الراء. (هـ) (١) عن أم كرز) بضم الكاف وسكون الراء بعدها فزاي هي الكعبية رواه عنها أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان والبزار.

٤٣٢٥ - "ذهبت النبوة، فلا نبوة بعدي، إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له". (طب) عن حذيفة بن أسيد (صح).

(ذهبت النبوة، فلا نبوة بعدي) هذا أمر قد وقع عليه اتفاق الأمة كلها لا خلاف فيه لأحد. (إلا المبشرات) استثناها من النبوة فإنها جزء منها وبينها بقوله: (الرؤيا الصالحة يراها الرجل) يعني نفسه لنفسه. (أو ترى له) مغير الصيغة أي يراها له غيره من الناس قال الحافظ في الفتح (٢): ظاهر الاستثناء مع ما تقدم ويجيء من أن الرؤيا جزء من النبوة أن الرؤيا نبوة وهو غير مراد لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له كمن قال: أشهد أن لا إله إلا الله رافعا بها صوته لا يسمى مؤذنا ولا يقال: إنه أذّن، وإن كان جزءًا من أجزاء الأذان وكذا من قرأ قائمًا لا يسمى مصليًّا وإن كانت القراءة جزءًا من الصلاة ثم إن الرؤيا الصالحة وإن اختصت غالبًا بأهل الصلاح فقد تقع لغيرهم قال علماء التعبير إذا رأى الكافر أو الفاسق رؤيا صالحة كانت بشرى بهدايته أو التوبة أو إنذار من بقائه على حاله وقد يرى ما يدل على الرضى بما هو فيه ابتلاء وغرورًا ومكرًا


(١) أخرجه ابن ماجة (٣٨٩٦)، وأحمد (٦/ ٣٨١)، وابن حبان (١٣/ ٤١١) (٦٠٤٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٤٣٩).
(٢) فتح الباري (١٢/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>