للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٢٠ - "رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر". (حم ق) عن ابن مسعود (صح).

(رحم الله موسى) أي ابن عمران. (قد أوذي بأكثر من هذا) قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين لما قال رجل إن هذه القسمة ما عدل فيها ولا أريد بها وجه الله تعالى، فتغير وجهه الشريف ثم ذكره تأسية لنفسه الشريفة بأنه قد لقي موسى كليم الله من قومه أشد الأذى فرموه بالأدرة واتهموه بقتل أخيه هارون، قيل: ولما سلكوا في البحر قالوا له: إن صحبنا لا نراهم، فقال: سيروا فإنهم على طريق كطريقكم، قالوا: لا نرضى حتى نراهم، فقال: اللهم أعني على أخلاقهم السيئة ففتحت لهم كوات في الماء فتراءوا وتسامعوا. (فصبر) أي موسى على أذى قومه وصبر - صلى الله عليه وسلم - على قومه، قال الغزالي (١): كما لا تخلوا الأنبياء والعلماء عن الابتلاء بالجاهلين كذلك لا يخلو ولي أو عالم عن ضروب من الإيذاء بنحو إخراج من بلده أو سعاية به إلى سلطان أو شهادة عليه حتى بالكفر فاصبر كما صبروا تظفر كما ظفروا فعلى العلماء العدل والقيام لنواميس الشريعة والصدع بالحق عند السلاطين وإظهار السنن وإخماد البدع والقيام لله في أمور الدين ومصالح المسلمين وتحمل الأذى المرتب على ذلك. (حم ق) (٢) عن ابن مسعود) ورواه غيرهما.

٤٤٢١ - "رحم الله يوسف إن كان لذا أناة حليما، لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعاً". ابن جرير، وابن مردويه عن أبي هريرة (ح).

(رحم الله يوسف) بن يعقوب. (إن كان لذا أناة) أي وقار وتؤدة. (حليمًا) وهي صفات يحبها الله ويحسن الدعاء لمن اتصف بها ثم أبان أمر تلك الصفات


(١) الإحياء (٤/ ٢٩).
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٣٨٠، ٤٣٥، ٤٤١)، والبخاري (٣١٥٠، ٣٤٠٥، ٤٣٣٦، ٤٣٥٦، ٦٠٥٩، ٦١٠٠، ٦٢١٩، ٦٣٣٦)، ومسلم (١٠٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>