للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ملائكة الله ورسله من شر رؤياي هذه أن يصيبني منها ما أكره في ديني أو دنياي " (١).

تنبيه: ذكر الحكيم أن سبب الرؤيا أن الإنسان إذا نام ينصدع نور النفس حتى يجول في الدنيا ويصعد إلى الملكوت فيعاين الأشياء تم يرجع إلى معادنه فإذا وجد مهلة عرض على العقل والعقل مستودع لحفظ ذلك.

نكتة: قال ابن نفيس في الشامل ما حاصله: قد تكون الرؤيا عن مأكول لكثرة تبخيره وتدخينه فإذا تصعد إلى الدماغ حركه عن أوضاعه فيتعرض عنه اختلاط الصور التي في مقدم الدماغ بعضها في بعض ويحصل من ذلك صور مخالفة للصور الواردة عن الحواس فبذلك تكون الأحلام مشوشة.

فائدة: وقد تحدث الأحلام لأمر مهم يتفكر فيه في اليقظة فيستمر عمل القوة المفكرة فيه وهذا كالصانع والمفكر في العلوم وكثيراً ما يكون الفكر صحيحا لأن القوة تكون قويت عما عرض لها من الراحة ولتوفر الأرواح على القوة الباطنة ولذلك كثيرا ما يتخيل حينئذ مسائل لم تخطر بالبال وذلك لتعلقها بالفكرة المتقدمة في اليقظة وهذه الوجوه من الأحلام لا اعتبار بها في التعبير وأكثر من تصدق أحلامه من يتجنب الكذب فلا يكون لمتخيل عادة بوضع الصور والمعاني الكاذبة وكذلك الشعراء يندر صحة أحلامهم لأن الشاعر من عادته التخيل لما لا حقيقة له وأكثر فكره إنما هو في وضع الصور والمعاني الكاذبة انتهى، قلت: وهذه الأقسام قد خرجت من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الصالحة" (ق د ت) (٢) عن أبي قتادة) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.


(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٤٧٦٩).
(٢) أخرجه البخاري (٥٤١٥، ٦٥٩٤)، ومسلم (٢٢٦١)، وأبو داود (٥٠٢١)، والترمذي (٢٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>