(سألت ربي أبناء العشرين من أمتي) أي سألت المغفرة لمن مات منهم على الإِسلام. (فوهبهم لي) تفضلا منه لقرب زمان تكليفهم من زمان وفاتهم فغفر لهم ما أتوه في خلال ذلك وهذه بشرى لمن مات في تلك السنن. (ابن أبي الدنيا (١) عن أبي هريرة).
٤٥٨٤ - "سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي فقال: يا محمَّد قد غفرت لهم، قلت: فأبناء الخمسين؟ قال: إني قد غفرت لهم، قلت: فأبناء الستين؟ قال: قد غفرت لهم، قلت: فأبناء السبعين؟ قال: يا محمَّد إني لأستحي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني لا يشرك بي شيئاً أن أعذبه بالنار، فأما أبناء الأحقاب، أبناء الثمانين والتسعين فإني واقف يوم القيامة فقائل لهم: ادخلوا من أحببتم الجنة". أبو الشيخ عن عائشة.
(سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي) أي المغفرة بدليل قوله: (فقال: يا محمَّد قد غفرت لهم) كأن هذا خاص في قوم معروفين أو من شاء الله. (قلت: فأبناء الخمسين؟ قال: إني قد غفرت لهم) كأنه لما أخبره تعالى أنه قد غفر لأبناء الأربعين إما إجابة لسؤاله - صلى الله عليه وسلم - وأنه أريد قد أعطيتك ما سألت وغفرت لهم أو المراد إخباره بأنه قد غفر لهم قبل السؤال فنشأ عن ذلك سؤاله عن أبناء الخمسين فإنهم بالمغفرة أحق. (قلت: فأبناء الستين؟ قال: قد غفرت لهم، [٢/ ٥٦٦] قلت: فأبناء السبعين؟ قال: يا محمَّد إني لأستحي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني لا يشرك بي شيئًا أن أعذبه بالنار) قيل: بالخلود فيها لثبوت الورود ثم أنه تعالى أفاده زيادة على ما سأله بقوله. (فأما أبناء الأحقاب) جمع حقب وهو ثمانون سنة وقيل تسعون والحديث دل على أنه يطلق عليهما لقوله
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٢٣٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٢٢٠)، والضعيفة (١٤٧٣).