للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مكائدها وإنما يبتلى به العلماء والعبّاد المشمرين عن ساق الجد بسلوك سبيل الآخرة فإنهم مهما جهدوا أنفسهم وجاهدوها وفطموها عن الشهوات وصانوها عن الشبهات وحملوها بقهرهم إياها على أصناف العبادات عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح بالخير وإظهار العلم والعمل فوجدت مخلصا عن ضيق المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ونظرهم إليه بعين الوقار والتعظيم فنازعت إلى إظهار الطاعة وتوصلت إلى اطلاع الخلق ولم تقنع باطلاع الخالق، وفرحت بحمد الناس ولم تقنع بحمد الله سبحانه وعلمت أنهم إذا عرفوا تركه للشهوات [٢/ ٦٢١] وتوقيه للشبهات وتحمله مشاق العبادات أطلقوا ألسنتهم بالمدح له والثناء وبالغوا في الإعزاز له ونظروا إليه بعين الاحترام وتبركوا بلقائه ورغبوا في بركة دعائه وفاتحوه بالسلام والخدمة وقدموه في المحافل والمجالس وتصاغروا له فأصابت النفس في ذلك لذة هي من أعظم اللذات وشهوة أغلب الشهوات فاستلانت نفسه خشونة العبادات والتذت بها لإدراكها في الباطن لذة اللذات وشهوة الشهوات فهو يظن أن حياته بالله وبعبادته المرضية وإنما حياته لهذه الشهوة الخفية التي يعمى عن إدراكها كل عقلة ولا تدركها إلا العيون النافذة القوية ويرى أنه مخلص في طاعة رب العالمين وقد أثبت اسمه في جريدة المباهين. الحكيم (١) عن ابن عباس) وأخرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان من حديث أبي بكر.

٤٩١٧ - "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره, تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات" الحكيم عن أبي بكر.


(١) أخرجه الحكيم في نوادره (٤/ ١٤٢)، وأبو يعلى (٥٨)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٢٤٠)، وابن حبان في المجروحين (٣/ ١٣٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٧٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>