بوضعه المؤلف بأن له شواهد وهو الخبر الآتي:"فرقوا طعامكم يبارك لكم فيه" واعترض بأن الشاهد لا ينفع في الموضوعات.
٤٩٨٢ - "صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافئ بالسيئة مولده بمكة ومهاجره طيبة وأمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون به إلى دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار". (طب) عن ابن مسعود (ح).
(صفتي أحمد المتوكل) الصفة والاسم لغة مترادفان ولذا أخبر عن الصفة بهما فإن الأول علم له - صلى الله عليه وسلم - وقد يقال إنه صفة لأن علمه محمد إلا أنه خلاف الظاهر فإنهما علمان له وتقدم وجه اشتقاقه وبيان النسبة بينه وبين محمد والمتوكل الانقطاع عن الخلق إلى الحق تعالى والمراد الإخبار عن صفاته في الكتب الإلهية. (ليس بفظ ولا غليظ) الفظ السيء الخلق والغليظ الخشن الجانب وقد نفى الله تعالى عنه كونه فظًّا غليظًا في القرآن بقوله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ}[آل عمران: ١٥٩] وذكر علته بأنه لو كان على خلافهما لانفضوا من حوله [٢/ ٦٣٤]. (يجزي بالحسنة الحسنة) أي يكافئ ويقابل من أتى بالحسنة الحسنة وقوله: (ولا يكافئ بالسيئة) تفنن في التعبير حيث قال يجزئ ثم قال يكافئ أي بل يعفو ويصفح مع أنه يجوز له المكافأة. (مولده بمكة ومهاجره طيبة) محل ولادته أشرف البقاع ومحل هجرته خير مهاجر. (وأمته الحمادون) جمع حماد أي كثير الحمد إن أصابه الخير حمد الله أو الشر حمده على ما يناله من أجرها ويأتي حديث: "عجباً لأمر المؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيراً له وإن أصابته ضراء شكر وكان خيراً له" وجعل هذا من صفاته - صلى الله عليه وسلم - شفقة لهم الوصف بحال المتعلق لا على الأسلوب النحوي وفي التحقيق هي