الحمد لله الذي هدانا بالأنوار النبوية ودلَّنا بذلك على كل طريقة سوية مرضية، وفتح للعلماء من الخير أبواباً علية، وحفظ بهم على العباد علوماً نافعة دينية ودنيوية، والصَّلاة والسَّلام على من طلعت من أفق نبوته شمس الإفادة، وفاضت عن علومه بحور الاستفادة، محمد خير من أعطى الحسنى وزيادة وعلى آله أهل المعارف والسيادة .. وبعد:
فإنَّ كتاب الجامع الصغير جمع من الأحاديث النبوية الطيب الكثير، وأتى على أسلوب قرَّب البعيد، وسهل طريق الإفادة على الذكي والبليد، وقد جمعت عليه كلمات بفتح المستغلق من معانيه، وبفصل ما أجمل من مبانيه وتوضيح ما يحتاج إلى التوضيح، ويجمع بين المتعارضات بوجه صبيح، وقد سبق في الجزء الأول الحامل على تأليفه والباعث على تحريره وترصيفه، والله أسأل أن ينفع به المسلمين، وأن يجعله من الأعمال النافعة لجامعه وسامعه في يوم الدين، ويعفو عما فيه من الخطأ والزلل الذي لا يخلو عنه غير كلام المعصوم.
٥٠٢٩ - "صنفان من أمتي لا يردان على الحوض، ولا يدخلان الجنة؛ القدرية والمرجئة. (طس) عن أنس (ح) ".
(صنفان) في القاموس (١) الصنف بالكسر والفتح: النوع والضرب أي نوعان. (من أمتي) أمة الإجابة. (لا يردان) من الورود والإشراف على الماء دخله أو لم يدخله. (على الحوض) تقدم ذكره، وعدم وروده لمنعهما عنه مع الحاجة إليه فالإخبار بمنعهما عنه لكنه عبر عنه بعدم الورود للعلم بأنه لا يترك وروده مع شدة الحاجة إليه إلا ممنوع عنه. (ولا يدخلان الجنة) أي بعملهما، وإن جاز