للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخاء المعجمة فراء فميم آخر تاء تأنيث والمسور صحابي معروف من بني زهرة أمه الشفاء أخت عبد الرحمن بن عوف (١) (ومروان معًا) أي أخرجه كل منهما عنهما رمز المصنف لصحته.

٢١١ - " أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه (حم ق د ن) عن ابن عمرو (صح) ".

(أحب الصيام إلى الله) أي أفضله إليه كما صرح به حديث آخر (٢)، وهذه الأحبية للصيام والصلاة باعتبار الزمانين التي وقعت هذه العبادة فيهما فهما أحب الفعل إليه باعتبار زمانهما وذلك لأنهما في غاية العدل والله يحب العدل كله فإنه جعل للعبد لنفسه حقًّا ولربه حقًّا وقام بالحقين فأتى بالعبادة على وجهها من الكمال والنشاط والرغبة فامتاز عمن أغفل حق الله وآثر حق نفسه وراحتها وعمن أوغل في عبادة الله وأفرط حتى مل وكرهها إلى النفس كما يأتي عدة أحاديث في النهي عن ذلك وعن الإيغال في العبادة وقد أبان ذلك بقوله (صيام داود) أي ما كان على صفته في الزمان لا أنه مجرد إخبار عن أحبية (صيام داود) فقط وكأنه قيل: وكيف كان: قال (كان يصوم يومًا ويفطر يومًا) فقام بحق الله وحق نفسه فهذا الأفضل منه (وأحب الصلاة) من نوافل الليل إلى الله تعالى (صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه) من أول النصف الثاني وهو بعد أخذه حظًّا لنفسه من النوم فيقبل على الطاعة برغبة ونشاط (وينام سدسه) الأخير ليأتي بصلاة الصبح وقد أخذت النفس راحتها من النوم والراحة والعبادة وفيه أن هذا أفضل النوافل صيامًا وصلاة.


(١) انظر: الإصابة (٦/ ١١٩) والطبقات الكبرى (١/ ١٥).
(٢) أخرجه البخاري (١٩٧٦) ومسلم (١١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>