الإصابة نقلاً عن ابن منده: هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
٥٣٤٥ - "عاديُّ الأرض لله ولرسوله، ثم لكم من بعدي، فمن أحيا شيئاً من موات الأرض فله رقبتها. (هق) عن طاووس مرسلاً، وعن ابن عباس موقوفاً".
(عاديُّ الأرض) بتشديد التحتية أي القديم الذي من عهد عاد وهلم جرا، وقال القاضي: عاديها الأبنية والضياع القديمة التي ليس لها مالك نسبة إلى عاد قوم هود لتقادم عهدهم للمبالغة، قال الرافعي: يقال للشيء القديم عادي نسبة إلى عاد الأولى والمراد هنا الأرض غير المملوكة الآن فليس ذلك مختصا بقوم عاد فالنسبة إليهم للتمثيل لما لم يعلم مالكه. (لله ورسوله) أي تختص بهما فهي فيما يتصرف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ثم لكم) أيها المسلمون. (من بعد) بالضم على القطع أي من بعدي فلا يحل لأحد في حياته إحياء الأرض إلا بإذنه - صلى الله عليه وسلم -. (فمن أحيا شيئا من موتان الأرض) أي بعدي أو بعد حكمي هذا وإن كنت حيا وظاهره وإن لم يأذن الإمام وموتان الأرض مواتها الذي ليس ملكا لأحد، وفيه لغتان سكون الواو وفتحها مع فتح الميم وغلط من قال بضمها كما قاله ابن بري. (فله رقبتها) ملكاً قال الرافعي: وقوله لكم إشارة إلى أن الذمي لا يمكن من الإحياء بدارنا. (هق (١) عن طاووس مرسلاً، وعن ابن عباس موقوفاً) ورواه الشافعي.
٥٣٤٦ - "عارية مؤداة. (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(عارية) بتشديد المثناة وقد تخفف مأخوذة من العار لأنهم رأوا طلبها عاراً وعيباً، وقيل: من التعاور التداول، قال الطيبي: ولا يتعد مؤداه إلى صاحبها عيناً إن كانت باقية أو قيمة إن تلفت، وفي رواية:"مضمونة" هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى حنين، واستعار من صفوان بن أمية أدرعاً فقال: غصباً يا محمد، فذكره، واختلف في الصفة هل هي كاشفة أو مقيدة فمن قال بالأول قال بالضمان على
(١) أخرجه البيهقي في السنن (٦/ ١٤٣)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٦٦٩).