(عجبت وليس بالعجب) أي الشديد بل غيره أعجب منه كما بينه قوله: (وعجبت وهو العجب العجيب) الثابت له صفة التعجب، ثم فسر الطرفين. (عجبت وليس بالعجب أني) بفتح الهمزة على أنه حذف لام التعليل أي لأني: (بعثت إليكم رجلاً) أرسلت حال كوني رجلاً. (منكم فآمن بي من آمن بي منكم، وصدقني من صدقني منكم) عطف تفسير فإن الإيمان التصديق. (فإنه العجب) من حيث أنه غالب على الطباع البشرية [٣/ ٦٥] عدم تصديقهم لرجل منهم كما أخبر الله عن الأمم الماضية. (وما هو بالعجب) لأنكم قد شاهدتم أنوار النبوة وظهرت لكم شمس حقية ما جئت به. (ولكني عجبت وهو العجب العجيب العجيب) كرره - صلى الله عليه وسلم - تأكيداً وبيانا لاستعظام ما عجب منه. (لمن لم يرني) من الذين يأتون بعدكم أو من الذين غابوا عني وسمعوا بي في عصري وبعده. (وصدق بي) فإنه آمن بالغيب وأذعن وانقاد ولم يشاهد أنوار النبوة وفيه عظم إيمان من لم يره - صلى الله عليه وسلم - لأن التعجب هنا ناشئ عن عظمة ما يعجب منه. (ابن زنجويه (١) في ترغيبه عن عطاء مرسلاً) في نسخة قوبلت على خط المصنف: متنه صحيح.
٥٣٧٨ - "عج حجر إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة ثم جعلتني في أس كنيف، فقال: أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجلس القضاة. تمام، وابن عساكر عن أبي هريرة (ض) ".
(عج حجر) العج: رفع الصوت، أي رفع صوته شاكياً. (إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة) هو كلام حقيقي وعبادة حقيقية وأما ماهية العبادة وكيفية النداء فالله أعلم بهما، وقيل: إنه ضرب مثل. (ثم جعلتني في أس
(١) أخرجه ابن زنجوية في ترغيبه كما في الكنز (٣٤٤٩٤)، وانظر فيض القدير (٤/ ٣٠٦)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٦٨٤).