للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مثال شيء كثير في جرم صغير كما يشاهد السماء في مرآة صغيرة، والحديث من أدلة خلق الجنة والنار وأدلته لا تحصى، وما أحسن ما أخذه بعضهم من الحديث فقال: إن الحكمة في رؤيته - صلى الله عليه وسلم - الجنة والنار في دار الدنيا أن يأنس بأهوال القيامة فيتفرغ للشفاعة لأمته في يوم الفزع الأكبر ويقول: "أمتي أمتي". (م (١) عن أنس) ورواه غيره.

٥٤٠٢ - "عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت من محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق، ورأيت في سيئ أعمالها النخاعة في المسجد لم تدفن. (حم م هـ) عن أبي ذر" (صح).

(عرضت علي أمتي بأعمالها) قال أبو البقاء: في محل النصب على الحال أي ومعها أعمالها أو متلبسة بأعمالها كقوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: ٧١] أي ومعهم إمامهم. (حسنها وسيئها) بدلاً من أعمالها كأن الله تعالى أراه كل أمته من وجد ومن سيوجد كما في عالم المثال. (فرأيت من محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق) كل ما يؤذي من شوك أو عذرة أو حجر والإماطة الإزالة. (ورأيت في سيئ أعمالها النخامة في المسجد لم تدفن) قال النووي (٢): ظاهره أن الدفن لا يختص بصاحب النخامة بل يدخل فيه كل من رآها ولم يدفنها وقد ثبت أن كفارتها دفنها من فاعلها. (حم م هـ (٣) عن أبي ذر).

٥٤٠٣ - "عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها". (د ت) عن أنس (ض) ".


(١) أخرجه مسلم (٢٣٥٩).
(٢) شرح مسلم (٥/ ٣٨).
(٣) أخرجه أحمد (٥/ ١٧٨)، ومسلم (٥٥٣)، وابن ماجة (٣٦٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>