للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٧٦٤ - "غَيْرَ الدجال أخوف على أمتي من الدجال: الأئمة المضلون". (حم) عن أبي ذر (صح) ".

(غَيْرَ الدجال أخوف على أمتي) قال أبو البقاء: ظاهر اللفظ يدل على أن غير الدجال هو المخاف وليس معناه هذا إنما معناه أني أخاف على أمتي من غير الدجال أكثر مما أخاف منه ثم ذكر تأويلا للحديث غير واضح ولا يخفى [٣/ ١٣٢] أن أخوفه بمعنى أكثر خائفية وأنه من باب ألوم وأشغل، والمعنى أني من غير الدجال أشد خوفا عليكم. (من الدجال) والمعنى واضح يفيد خوفه من الدجال كما يقتضيه اسم التفضيل، واسم التفضيل هنا من الثلاثي من المبني للمجهول وقوله: (الأئمة المضلون) خبر غير، وفي رواية "الأئمة المضلين" بالنصب على أنه بتقدير أعني، وتقدم أن آفة الدين ثلاثة: أحدهم الإِمام الجائر وتقدم عليه الكلام، قال ابن العربي: وهذا لا ينافي حديث: "لا فتنة أعظم من فتنة الدجال" لأن هذا قاله لأصحابه لإزالة الذي خافه عليهم أقرب من الدجال، فالقريب المتيقن وقوعه لمن يخاف عليه أشبه الخوف منه على البعيد المظنون وقوعه ولو كان أشد.

قلت: وكأنه أراد بالمظنون وقوعه أي اتصاله بهم وإلا فإن خروج الدجال معلوم الوقوع لا مظنونه. (حم (١) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته، قال الحافظ العراقي: سنده جيد ورواه مسلم (٢) في آخر الصحيح بلفظ: "غير الدجال أخوفني عليكم" ثم ذكر حديثاً طويلاً.

٥٧٦٥ - "غَيْرتان إحداهما يحبها الله، والأخرى يبغضها الله تعالى ومَخْيَلَتَان إحداهما يحبها الله، والأخرى يبغضها الله: الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في


(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٤٥)، وانظر قول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (١/ ٣٨)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤١٦٥)، وفي الصحيحة (١٩٨٩).
(٢) أخرجه مسلم (٢٩٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>