يخطر عليه إلا ما يعرفه أو يقيسه على ما يعرفه والتخصيص بالبشر هنا يحتمل أنه يدل على أنه أريد بالعين والأذن من عيون البشر وأذانهم فيخرج الملك فإن جبريل - عليه السلام - قد رأى الجنة كما في أحاديث وقول الطيبي: خص البشر لأنهم الذين ينتفعون بما أعد لهم ويهتمون بشأنه بخلاف الملائكة ظاهر في إنه أراد أن تخصيص البشر لهذه النكته وإلا فإن الملائكة مثلهم لا يعرفون ذلك النعيم وهو ظاهر كلامه فما قيل الشارح إنه يعارض كلامه [٣/ ١٧٥] بما زاده ابن أبي حاتم من قوله: ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل مبني على أنه أراد بأن الملائكة تعلمه وهو خلاف ما أفهمه كلامه إذ كلامه يفهم أي الملائكة مثل البشر لا يعلمون نعيم الآخرة إلا أنه خص البشر بالذكر لتلك النكته.
إن قيل: قد دخل - صلى الله عليه وسلم - الجنة ورآها ورأى قصورها كما تقدم في عدة من الأحاديث.
أجيب: بأن المراد معرفة حقيقة النعيم وذوقه ومباشرفه لا يعرف إلا لمن دخلها في الآخرة وتمام الحديث في مسلم: "ثم قرأ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ} " أي لا تعلم النفوس كلهن ولا نفس واحدة منهن ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل، والحديث مسوق لبيان عظيم ما أعده الله لعباده. (حم ق ت هـ)(١) عن أبي هريرة.
٥٩٩٩ - "قال الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها عليه سيئة واحدة". (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٣١٣، ٤٣٨)، والبخاري (٣٢٤٤)، ومسلم (٢٨٢٤)، والترمذي (٣١٩٧)، وابن ماجة (٤٣٢٨).