للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَلَيْهِمْ}) بكل نعمة، ولذا أطلقه عن القيد ليعم. {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}) وهم اليهود. ({وَلَا الضَّالِّينَ}) وهم النصارى، خص اليهود بالغضب لأنه تعالى غضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير والنصارى بالضالين؛ لأنه تعالى وصفهم بأنهم ضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل. (قال: "هذا لعبدي) أي هذا سؤال يطلب به العبد من ربه الهداية والنجاة من صراط المغضوب عليهم والضالين. (ولعبدي ما سأل) فيه إشارة إلى أن الصلاة محل الدعاء بكل ما يراد من خير الدنيا والآخرة من حقير الأشياء وعظيمها. وهذا حديث شريف فيه إبانة فضل الفاتحة وكرم الرب تعالى، وأخذ من الحديث تعين الفاتحة في الصلاة لأنها سميت صلاة. (حم م ٤) (١) عن أبي هريرة) سببه أنه حدث أبو هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام" فقيل له: إنا نكون وراء الإِمام، قال: اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قسمت الصلاة .. الحديث".

٦٠٠٢ - "قال الله تعالى: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما بينكم، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٤١، ٢٨٥)، ومسلم (٣٩٥)، وأبو داود (٨٢١)، والترمذي (٢٩٥٣)، والنسائي (٢/ ١٣٥)، وابن ماجة (٣٧٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>