عليهم- فجابر بن عبد الله رضي الله عنهما يرحل من المدينة إلى الشام ليقف على حديث واحد.
ولقد سار على هذا النهج الأمير الصنعاني، فرحل إلى أرض الحرمين الشريفين ليؤدي نسكه ويلتقي بالعلماء والمحققين ويأخذ العلم عنهم، ولقد حج أربع مرات، كان يلتقي في كل مرة بالمشايخ ويستفيد منهم ويلازمهم، وكانت رحلته الأولى في عام ١١٢٤ هـ كما ذكر ذلك صاحب كتاب:"نفحات العنبر"، وقد أخذ الصنعاني في هذه الرحلة عن ابن أبي الغيث أوائل الصحيحين وغيرهما، وأجازه إجازة عامة، كما أخذ عن الشيخ طاهر بن إبراهيم الكردي، ثم ذهب إلى الحج للمرة الثانية في عام ١١٣٢هـ، وزار المدينة النبوية واجتمع فيها بالشيخ الحافظ أبي الحسن ابن عبد الهادي السندي، وكانت بينهما مباحثة ومراسلة علمية، ولم يرجع إلا في ربيع الأول من عام ١١٣٣هـ، ثم حج الحجة الثالثة في عام ١١٣٤هـ، واجتمع في الحجاز بالشيخ العلامة الأشبولي، والشيخ عبد الرحمن بن أسلم وغيرهما، وقرأ على الشيخ العلامة محمَّد بن أحمد الأسدي شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد، وشرع في تأليف حاشيته المسماة:"العدة على شرح العمدة" وقرأ في علم التجويد على الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، وأخذ عن الشيخ سالم بن عبد الله البصري في مسند الإِمام أحمد بن حنبل، وفي صحيح مسلم وإحياء علوم الدين، ثم رجع إلى صنعاء وأحيا السنن واستمر على التدريس والفتيا والتأليف أما الحجة الرابعة والأخيرة فكانت في عام ١١٣٩هـ، وفيها اجتمع ببعض العلماء المحققين، وأقام مدة في الطائف بعد الحج، ثم رجع عن طريق الحجاز، ولما وصل إلى مدينة (صعدة) بلغه أن أمر الخلافة قد استقر للإمام الناصر (محمَّد بن إسحاق)، فاجتمع به في (شبام)، ومنها عزم إلى (شهارة) في ذي القعدة من عام ١١٤٠هـ، ولازم التدريس والإفادة والفتيا بها، وبقي فيها حتى صفر من عام ١١٤٨هـ، ثم رجع إلى صنعاء