للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إذا أحببت رجلاً فلا تماره) المماراة المجادلة على جهة الشك والريبة ويقال للمناظرة مماراه لأن كل واحد منهما سيخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتر الحالب من الضرع وذلك لأن المراد داع إلى الشر قال:

وإياك إياك المراء فإنه ... إلى الشر دعّا وللشر جالب

(ولا تشاره) بالشين المعجمة هو الفاعل من الشر أي لا يفعل به شرًا يحوجه أن يفعل بك مثله ويروى بالتخفيف من البيع والشراء أي لا يعامله، ذكره الديلمي (ولا تسأل عنه أحدًا) قد علله بقوله (فعسى) هي للإشفاق هنا (توافي) توافق عند السؤال (له عدوًّا فيخبرك بما ليس فيه فيفرق بينك وبينه) أن لا تفتش عن باطن أمره ودخيلة سرّه فإنه لا يخلو الإنسان عن باغض فينقل ما ينفرك عنه ويكون سببًا للفرقة وفيه الإرشاد إلى حمل الأحباء على ظاهرهم وأن لا يتبع عوراتهم وعلى المحافظة على الإخاء وإدامة الصحبة (حل عن معاذ) رمز المصنف لضعفه لأن فيه معاوية بن صالح أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ثقة وقال أبو حاتم: لا يحتج به (١).

٣٦١ - " إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من الثناء ابن عساكر عن علي ومالك عن كعب موقوفًا".

(إذا أحببتم أن تعرفوا (٢) ما للعبد عند ربه) من إكرام أو ضده (فانظروا ما


(١) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٥/ ١٣٦) وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٩٩) وزادا فيه "ولا تجاره" وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث جبير بن نفير عن معاذ متصلا وأرسله غير ابن وهب عن معاوية، قال المناوي في الفيض (١/ ٢٤٨) وفي إسناده معاوية بن صالح أورده الذهبي في الضعفاء وقال ثقة وقال أبو حاتم لا يحتج به. وقال الحافظ فيه: صدوق له أوهام. انظر التقريب (٦٧٢٦). قال الألباني في ضعيف الجامع (٢٩٩) موضوع وقال في الضعيفة (١٤٢٠) منكر. قلت وقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٥٤٥) بلفظ "أخا" بدلا من "رجلا" من طريق معاوية بن صالح وقال الألباني صحيح الإسناد موقوفًا على معاذ وقد روي مرفوعًا.
(٢) هكذا في الأصل بدل "تعلموا".

<<  <  ج: ص:  >  >>