للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨٢٤٠ - "من كرامتى على ربي أنى ولدت مختونا ولم ير أحد سوءتى. (طس) عن أنس (ض) ".

(من كرامتى على ربي) أي من الأمور التي تفضل بها علي وتعظيمه لي (أني ولدت) بمكة وهي خير بلاد الله فالولادة بها فضل من الله (مختوناً) أي مقطوع القلفة (ولم ير أحد سوءتي) إكراماً له - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك وهي العورة فالأمران معاً معدودان من كرامة الله عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقد اختلف في ولادته مختوناً، ففي المستدرك (١) للحاكم أنه تواتر أنه وُلد مختوناً يريد اشتهر ذلك لا أنه أراد التواتر المعروف، وقال الذهبي: لا أعلم صحة ذلك فضلاً عن تواتره ونقل الزين العراقي عن ابن العديم أن أخبار ولادته مختوناً ضعيفة وسبقه إليه ابن القيم (٢).

قلت: وهذا يقع كثيراً وكانت العرب تسمي من وُلد كذلك أنه ختنه القمر وقد عَدّ في الوشاح من ولد من الأنبياء مختوناً فكانوا اثني عشر نبيًّا. (طس (٣) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وصححه الضياء في المختارة وقال ابن الجوزي: لا شكَّ أنه ولد مختوناً، لكن هذا الخبر لا يصح.

٨٢٤١ - "من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة. (حل) عن ابن عمر (ض) ".

(من كنوز البر) أي الإحسان, أي مما يكثره الإنسان لنفسه ويجده في الآخرة. (كتمان المصائب والأمراض) عطف خاص على عام (والصدقة) وذلك لأن بث ذلك إلى العباد يخرج مخرج التشكي أو الرياء في الآخر وفيه فضل


(١) المستدرك (٢/ ٦٥٧).
(٢) انظر: زاد المعاد (١/ ٨٠).
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٦١٤٨)، والصغير (٩٣٦)، والضياء في المختارة (١٨٦٤)، وانظر العلل المتناهية (١/ ١٧١)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>