للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨٥٤٥ - "من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة. (حم ق ت هـ) عن عثمان (صح) ".

(من بنى لله مسجدًا) زاد الترمذي في روايته كبيرًا أو صغيرًا. (يبتغي به وجه الله) أي رضاه، وفي لفظ الطبراني: "لا يريد به رياء ولا سمعة" والمراد به الإخلاص، وقد شدد الأئمة في تحريمه حتى قال ابن الجوزي: من كتب اسمه على مسجد بناه فهو بعيد من الإخلاص وهذا الشرط في كل عبادة وطاعة فحذفه في الحديث الأول للعلم به ولأن قوله لله قد أغنى عنه وتصريحه به هنا لتأكيد ذلك العلم. (بنى الله له مثله في الجنة) والمراد بالمثلية أنه يكون له أتى لتثبيته في الجنة شرف وسمو وذكر كشرف المساجد في الدنيا وإلا فالحسنة بعشر أمثالها وإنما أريد بيان أنه يكون له بيت في الجنة له شرف وذكر عند أهلها (حم ق ت هـ) (١) عن عثمان بن عفان رواه عنه عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان يقول عند قول الناس فيه حتى بني مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنكم قد أكثرتم علي وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكره.

٨٥٤٦ - "من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة. (حم) عن ابن عباس".

(من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة) حمله الأكثر على المبالغة فإن قدر مفحصها لا يكفي للصلاة فيه (لبيضها) لوضع بيضها فيه (بنى الله له بيتًا في الجنة) لم يقل هنا مثله لأنه تعالى يضاعف له الجزاء وإنما قال في الأول مثله لأنه أراد هنالك البناء الذي له ذكر وشرف بخلاف هنا فأراد أي بناء يكون على أي صفة وبأي كيفية حتى قيل ولو بأن يحوط بقعة للصلاة من غير عمارة (حم) (٢)


(١) أخرجه أحمد (١/ ٦١)، والبخاري (٤٥٠)، ومسلم (٥٣٣)، والترمذي (٣١٨)، وابن ماجة (٧٣٦).
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٢٤١)، وانظر المجمع (٢/ ٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>