٩٦٩٠ - "لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خير من الغنى، وطيب نفس من النعيم. (حم هـ ك) عن يسار بن عبيد".
(لا بأس بالغنى) يريد أن الغنى مظنة خطر إلا أنه لا خطر فيه ولا بأس. (لمن اتقى) الله فيه يبذله في وجوهه وشكر نعمة الله فيه. (والصحة) في البدن. (لمن اتقى) الله (خير من الغنى) فإن صحة البدن قوة على الدين هي أشد إعانة على التقوى من الغنى فإذا انضم الغنى إلى الصحة إلى تقى كان ذلك تمام النعمة كلها في الدارين (وطيب النفس) بانشراح الخاطر والقناعة بما أعطي: (من النعم) العاجل للعبد، فإن القلب إذا استنار وزالت عنه ظلمة الشهوات والشبهات أدرك النعم حقيقة ومرت به ساعات يقول فيها: لو أن أهل الجنة فيما أنا فيه لكانوا في لذات. (حم هـ ك (١) عن يسار) بالمثناة التحتية والسين المهملة ضد اليمين (ابن عبيد) قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه أثر غسل وهو طيب النفس فظننا أنه ألم بأهله فقلنا: نراك أصبحت طيب النفس، قال:"أجل والحمد لله، ثم ذكر الغنى، فقال: لا بأس" الحديث، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
٩٦٩١ - "لا بد من العريف، والعريف في النار. أبو نعيم في المعرفة عن معاوية بن زياد".
(لا بد) للناس (من العريف) قال في الفردوس: العريف الذي يتعرف أمور القوم ويتحسس أحوالهم وذلك ليعرفها من قومه لأن الإِمام لا يمكنه مباشرة جميع الأمور بنفسه فهو محتاج إلى العريف (والعريف في النار) وذلك لأنه في الأغلب يتطاول على الناس ويتعرف من الأمور ما لا يحل له تعرفه ويجاوز الحد ويترك الإنصاف فهو على خطر عظيم، وهو وعظ لمن دخل في ذلك أن
(١) أخرجه أحمد (٥/ ٣٧٢)، وابن ماجة (٢١٤١)، والحاكم (٢/ ٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٧١٨٢)، والصحيحة (١٧٤).