للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة) وذلك لكثرة الأعمال الصالحة فيه كأنها تزين وتوهب لأهل الطاعة، والمراد من فتحها سعة رحمة الله (وغلقت أبواب جهنم) لكثرة عفو الله عن العصاة (وتسلسلت الشياطين) جعلت في سلسلة وهي داير من حديد يحيط بالعنق وذلك ليقل شرهم وإغوائهم للعباد ولا يلزم منه أنه لا يوجد عاص بل المراد أنه يقل شرهم ويتوفر الناس على الطاعات وهذا أمر معلوم فإن كثيراً من العصاة يقبل على الطاعة في شهر رمضان أو المراد أنه تعالى يتجاوز عن العصاة فلا يضرهم إغواء الشياطين لهم إذ بعفوه لهم ما كأنهم أغووهم ويحتمل أن السلسة مجاز وأن المراد منعهم عن إغوائهم حتى كأنهم مسلسلين وفيه فضيلة رمضان (حم ق عن أبي هريرة) (١).

٥٩١ - " إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل؛ فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب بنفس المريض (ت هـ) عن أبي سعيد" (ض).

(إذا دخلتم على المريض فنفسّوا له في الأجل) وسعوا له فيه بأن يقال أنت إلى خير وعافية وقد مرض جماعة من هذا المرض ومنّ الله عليهم بالعافية وهو إرشاد إلى إدخال السرور عليه وإلى نوع من العلاج شريف وذلك أن المريض إذا قويت نفسه وطمعت في العافية قويت طبيعته وانبعثت حرارته الغريزية وتساعد على دفع العلة أو تقليلها الذي هو غاية نفع الطبيب ولإدخال السرور على المريض وتفريج نفسه ونشط خاطره تأثير عجيب في شفاء علته أو تخفيفها فإن الأرواح تقوى بذلك وتساعد الطبيعة على دفع الألم أو تخفيفه وقد شاهد الناس جماعة من المرضى تنتعش قواهم بعيادة من يحبونه ويعظمونه وتسرهم رؤيته ويلتذون بخطابه وهو أحد فوائد عيادة المريض، وقد أشار إليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم (فإن ذلك لا يرد شيئًا) أي من القدر (وهو يطيب نفس


(١) أخرجه البخاري (١٨٩٨) ومسلم (١٠٧٩)، وأحمد (٢/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>