للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٩١ - "إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا: "حسبنا الله، ونعم الوكيل" ابن مردويه عن أبي هريرة (ض) ".

(إذا وقعتم في الأمر العظيم) الذي يعظم عليكم علاجه (فقولوا) استعانة عليه ودفعا لشره (حسبنا الله ونعم الوكيل) تقدم بيان شرفها في آخر ما تكلم إبراهيم وأنه قالها حين وقع في أعظم الأمور وهو إلقاؤه في النار (ابن مردويه عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (١).

٨٩٢ - "إذا وقع في الرجل وأنت في ملأ فكن للرجل ناصرًا, وللقوم زاجرًا، وقم عنهم ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أنس (ض) ".

(إذا وقع) مغير الصيغة أي إذا وقع واقع (في الرجل) أي في عرضه لأنه من الوقيعة ولا مفهوم له وتقدم قريبًا أنها الغيبة (وأنت في ملأ) جملة حالية والخطاب لغير معين بل لكل حاضر والملأ: الجماعة كأنه بناء على الأغلب وإلا فإنه لو ذم رجل رجلاً واغتابه وليس عنده إلا رجل واحد وجب عليه النصر المذكور في قوله (فكن للرجل) الذي اغتيب (ناصراً) بالذب عن عرضه والتكلم بما يحب على من اغتابه (وللقوم) السامعين له (زاجراً) بذكر ما ورد في إثم الغيبة وكان هذا دأب السلف الصالح كما قال معاذ - رضي الله عنه - لمن طعن في كعب بن مالك في حضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بئس والله ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً وهذا فيما إذا كانت الغيبة تفكها بالأعراض واستجلاء للذم لا لو كانت من المواضع التي أذن الشارع فيها كما أشرنا إليه فيما مر، وفي حديث أبي


(١) أخرجه ابن مردويه (٢/ ١٤٨ ابن كثير) وقال: غريب من هذا الوجه, وقال الألباني في ضعيف الجامع (٧٢٩) والسلسلة الضعيفة (٧٠٠٢) ضعيف جداً. في إسناده مصعب بن سعيد أبو خيثمة قال ابن عدي (٦/ ٣٦٤) يحدث عن الثقات بالمناكير ويصحف، والضعف على روايته بيّن. ثم ساق له أحاديث مما أنكر عليه، فقال الذهبي في الميزان (٦/ ٤٣٦) وما هذه إلا مناكير وبلايا، وأقره الحافظ في اللسان (٦/ ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>