للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إرهقوا القبلة) هو من رهق كفرح كما في القاموس (١) وفي النهاية (٢): أي ادنوا منها، ومنه غلام مراهق مقارب للحلم انتهى. وهو أمر بالدنو من الجدار والسترة واختلف في أقل ذلك فقال ابن بطال: أقله أن يكون بين المصلي وسترته قدر ممر الشاة، وقيل: أقله ثلاثة أذرع لحديث بلال: "أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى في الكعبة وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع" أخرجه البخاري (٣) والحكمة في الأمر بالدنو ما رواه أبو داود (٤) عن سهل بن أبي حثمة مرفوعاً: "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن لا يقطع الشيطان عليه صلاته" كما في فتح الباري (٥) (البزار هب وابن عساكر عن عائشة) (٦) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه بشر بن السري ضعفه الذهبي.

٩٥٢ - "أريت ما تلقى أمتي من بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، وكان ذلك سابقا من الله كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل (حم طس ك) عن أم حبيبة (صح) ".

(أريت) بضم الهمزة أي شاهدت وأرنيه الله تعالى (ما تلقى أمتي من بعدي) وقد فسر هذه الإراءة حديث ابن عمر عند الطبراني وغيره بلفظ (٧): "إن الله قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إلى ما هو كائن منها إلى يوم القيامة" الحديث. وأما كيفية


(١) القاموس المحيط (ص ١١٤٨).
(٢) النهاية (٢/ ٢٨٢) وانظر: تصحيحات المحدثين (١/ ٣١٧).
(٣) أخرجه البخاري (٤٩٢).
(٤) أخرجه أبو داود (٦٩٥).
(٥) فتح الباري (١/ ٥٧٥).
(٦) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (١/ ٢٨٣) قال الهيثمي في المجمع (٢/ ٥٩): رواه أبو يعلى والبزار ورجاله موثقون، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٢/ ٢٥٤) بعد عزوه لأبي يعلى: هذا إسناد ضعيف، وأخرجه البيهقي في الشعب (٥٣١٢) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥١/ ١٢٨)، وبشر بن السري أورده الذهبي في "المغني في "الضعفاء" (٩٠٢).
(٧) أخرجه الطبراني كما في المجمع (٨/ ٢٨٧) وقال: رجاله وُثِّقوا على ضعف كثير في سعد بن سنان الرهاوي، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>