للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٩٦ - "استمتعوا من هذا البيت، فإنه قد هدم مرتين، ويرفع في الثالثة (طب ك) عن ابن عمر (صح) ".

(استمتعوا من هذا البيت) تمتعوا منه ولفظ البيت من الغوالب غلب على بيت الله الحرام والمتاع كل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها قاله في النهاية (١)، والمراد هنا انتفعوا به وبفضائله التي جعلها الله فيه وبركاته من أجور العاكف فيه والطائف به والوافد إليه (فإنه قد هدم مرتين) قال السهيلي: [١/ ٢٨٤] إنه بني في الدهر خمس مرات: الأولى: آدم وشيث، والثانية: إبراهيم وإسماعيل على القواعد الأولى، والثالثة: قريش، والرابعة: ابن الزبير هدمها حين احترقت بشرر طار إليها من جبل أبي قبيس فوقعت في أستارها فاحترقت فهدمها وبناها على قواعد إبراهيم فلما ملك عبد الملك هدم بناء الزبير وأعادها على ما كانت عليه في عهده - صلى الله عليه وسلم - وقيل: بنيت عشر مرَّات والله أعلم إلى أيِّها يشير - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أنه أراد بقوله فقد هدمت أنها ستهدم من باب ونفخ في الصور، وأنه أراد هدم ابن الزبير وهدم عبد الملك والثالثة ما أفاده بقوله: (ويرفع في الثالثة) أن ثمة ثالثة تهدم فيها وترفع فيحتمل أنه عند أن يهدمها ذو السويقتين الحبشي فقد ثبت عند أبي داود (٢) وغيره أنه يهدم الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليها. قال الحليمي: أن ذلك يكون في زمان عيسى - عليه السلام -، ورفعها يراد به رفع بركتها وما ينال عندها من الأجور أو يراد به ما في حديث علي - رضي الله عنه - عند الحاكم قال: قال الله تعالى: "إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته ثم أخرب الدنيا على أثره" (٣) ويحتمل أن يراد رفع الحجر


(١) النهاية (٤/ ٢٩٣).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٣٠٩).
(٣) أخرجه الهروي في المصنوع (١/ ٥١)، وقال العجلوني في كشف الخفا (١/ ٨١): قال العراقي: لا أصل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>