للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إن السلطان طلبه وطلب ولده إلى مصر، فلما مثلا بين يديه روعهما الحضور قدامه، لكلام أغلظه لهما، فنزلا مرعوبين، ومرض بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة، ومات ولده قبله، وتوفي هو رحمه الله بعده بيوم أو يومين، مدة المرض دون الجمعة.

وكان قد ولي حلب عوضاً عن قاضي القضاة شمس الدين بن النقيب.

وكنت قلت فيه:

غدا ابن خطيب الري للناس آية ... فضائله منها البدور تمام

وفي حلب قاضي القضاة نظيره ... ففخرهما يسمو وليس يسام

كما اشتركا في ابن الخطيب إضافة ... ولكن ذا قاض وذاك إمام

ومن شعره في مقلمة:

تأمل تر حالي بعديعاً وقصتي ... وأنعم رعاك فكرك في أمري

حويت الذي رزق الخلائق كلهم ... وأحكامهم طول الزمان به تجري

ولو رمت مما في يد الناس حبه ... عجزت ولم أبلغ مرامي مدى عمري

ومنه في مروحة:

وخادم ما مثلها خادم ... بكل معنى حسن توصف

يروق من يبصرها حسنها ... أخلاقهها محبوبة تؤلف

لباسها الوشي وفي حجرها ... عود لها وهي به أعرف

يحرك الأرواح ترويحها ... ويشتفي المكروب إذ تطرف

ومنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>