وكان يكتب خطاً قوياً منسوباً، وله قدرة على إصلاح اللفظة وإبرازها من صورة إلى صورة، وما كن يخرج كتاب عن الديوان حتى يتأمله، ولا بد له أن يزيد فيه بقلمه شيئاً. وله إنشاء، وهو الذي أنشأ توقيع الشيخ مجد الدين الأقصرائي بمشيخة شيوخ الخانقاه بسرياقوس لما فرغت عمارتها.
وعلى الجملة، فإنه عمل كتابة السر جيداً، ونفذ المهمات على أحسن ما تكون.
ومدحه شعراء عصره. ومما كتب إليه به ما أنشدناه لنفسه إجازة شيخنا العلامة شهاب الدين أبو الثناء محمود رحمه الله تعالى:
أما ومكانة لك في ضميري ... وذكرك لا يزال معي سميري
لقد سافرت بالأشواق أسعى ... إليك وإن قعدت عن المسير
ولو أدركت من زمني مرادي ... لما ناب الكتاب عن الحضور
ولم أوثر ولا لابني اختياراً ... بخطي من نوال ابن الأثير
وكيف وليس إلا بالتثامي ... بنان يديه يكمل لي سروري
كريم طاهر الأعراق تعلو ... أصالته على الفلك الأثير
له خلق يدمثه حياء ... كروض دمثته يد الغدير
وجود كلما أخفاه صوناً ... حكى شمس الظهيرة في الظهور
إذا وشى بليل النقس صبح ال؟ ... طروس أراك نوراً فوق نور
وأبدي للموالي والمعادي ... أماني أو منايا في السطور