وينهي أن بضاعة المملوك فغي كل الفنون مزجاه، ولا سيما في فن الأدب، فإنه فيه في أدنى الدرجات. وقد وردت عليه إشارة مولانا حرسه الله تعالى في طلبه شيئاً من الشعر الذي ليس المملوك منه في عير ولا نفير، ولا حظي منه بنقير ولا قطمير، سوى ما شذ من الهذيان، الذي لا يصلح لغير الكتمان، ولا يحفظ إلا للنسيان. والمسؤول من فضل مولانا وكرمه المبذول أن يتم إسحانه إليه بالستر عليه، فإنه وجميع ما لديه من سقط المتاع، ولا يعار لسقاطته لا لنفاسته ولا يباع، والله يؤيد مولانا ويسعده ويحرسه بالملائكة ويعضده.
وكتبت إليه وقد وقف على كتابه الذي سماه مخالفة المرسوم في حل المنثور والمنظوم:
مخالفة المرسوم وافقت المنى ... وحازت من الإحسان خصل المناضل
أثارت على نجل الأثير إثارة ... من العلم مفتوناً بها كل فاضل
وشاعت بالشام صورة فتيا على لسان بعض اليهود، وهي:
أيا علماء الدين ذمي دينكم ... تحير دلوه بأوضح حجة
إذا ما قضى بي بكفر بزعمكم ... ولم يرضه مني فما وجه حيلتي
دعاني وسد الباب عني فهل إلى ال؟ ... دخول سبيل؟ بينوا لي قصتي
قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا ... فها أنا راض بالذي فيه شقوتي
فإن كنت بالمقضي يا قوم راضياً ... فربي لا يرضى لشؤم بليتي
وهل لي رضى ما ليس يرضاه سيدي ... وقد حرت دلوني على كشف حيرتي