للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتت وقراها موقر بذنوبها ... فأحسن كعادات الكرام قراها

وليس لها عند الإله وسلية ... سواك إذا ما النار شب لظاها

وأنشدني من لفظه ما كتبه لصاحب ماردين، يودعه، وقد توجه للحج سنة خمسين وسبع مئة:

ودعتكم وتركت قلبي عندكم ... ورحلت بالمخلوق من صلصال

فالقلب في الفردوس يشهد حسنكم ... والجسم في نار التفرق صال

ومن شعره أيضاً يمدح صاحب ماردين:

إلهي إن الصالح المصلح الذي ... بدا غزه في آل أرتق يزهر

وألبسته من نور وجهك حلة ... تكاد لأبصار الخلائق تبهر

إذا برقت يوماً أسرة وجهه ... على الناس قال جل المنور

وقالوا كما قالت صواحب يوسف: ... أذا ملك أم آدمي مصور

يؤمل أن يدعوك ظناً بأنني ... لديك وجيه مستجاب موقر

إلهي فلا تخلف بي الظن عنده ... وإن لم أكن أهلاً فحلمك يستر

وهذي يدي مرفوعة بتضرع ... فيسر عليه كل ما يتعسر

وآمنه من خوف فقد أمن الورى ... بهيبته مما يخاف ويحذر

وأحسن له العقبى وبلغه بيتك ال؟ ... حرام على وجه يحب ويؤثر

وحط ملكه حتى يؤوب مسلماً ... وقد حطت الأوزار وهو مطهر

فما في اعتقادي في السلاطين مثله ... وأنت بما يخفى ويعلن أخبر

<<  <  ج: ص:  >  >>