عوارفه لأهل الكشف قوت ... وإحياء لعلمهم الغزير
إشارته النجاة لمن وعاها ... ومنطقه شفاء للصدور
تحية من ذريعته إليه ... خلاصة نية وصفا ضمير
وفي جمل الفصول له مثير ... الى المقصور في تلك القصور
ولو واتاه تيسير وفوز ... بتكميل المقاصد والسرور
وقابل سره وجه التهاني ... ولاح طوالع السعد المنير
سعى ورمى جمار البعد عنه ... وطاف بكعبة الحرم الخطير
ولم يقنع بتحفة بنت فكر ... ولا اعتاض السطور عن الحضور
وأنشدني من لفظه لنفسه يمدح سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحرم الشريف في سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة:
دعاها تواصل سيرها بسراها ... ولا تردعاها فالغرام دعاها
ولا تخشيا منها كلالاً من السرى ... وحقكما إن الكلال عداها
فإن مل حاديها وحار دليلها ... هدها إلى تلك القباب سناها
عسى ينقضي في مسجد الخيف خوفها ... وتلقى مناها في نزول مناها
وتجرع من ماء الأجيرع شربة ... وتنقع من حر الذميل صداها
متى ما تخللت النخيل بيثرب ... بها عدمت تثريبها وغناها
ولم يبق من أكوارها في ظهروها ... ظهور إذا ما بطن مر حواها
إليك رسول الله سعى عصابة ... تعد خطاها فيك محو خطاها