وما الذي صنفته ... من كتب وخطب
لولا وجوب حرمة القصد ورعي الرتب
ما قلت ذاك خشية ... من حاسد مؤنب
يقول إني قلته مفتخراً بحسبي
لكنما البخل بما ... سئلت لا يحسن بي
والمقتضى مني له ... لا يأتلي في الطلب
وهو خليل في الرخا ... وعدة في الكرب
وهمة في جمع شم؟ ... ل الفضل لا في النشب
وما صلاح الدين إلا ... في اقتناء القرب
هو الذي أوجب لي ... يا صاح كشف الحجب
عن محتدي ومولدي ... وفضلي المحتجب
فقلت غير آمن ... من عائب مندب
مختصراً مقتصداً ... معتذراً من رهبي
ما ستراه واضحاً ... مرتسماً عن كثب
ما زلت للفضل حمى ... ولبنيه كالأب
تجمع شمل ذكرهم ... مخلداً في الكتب
وذكر نثراً ما ذكرته في صدر ترجمته هذه، ثم إنه قال: وأما الرواية فإني لم أسمح لأحد بأن يروي عني مسموعاتي لصعوبة ما شرطه أصحابنا في الضبط بالحفظ من حين سمع إلى حين روى، وأن الكتب التي سمعتها لم تكن محفوظة عندي، فضلاً عن حفظ ما سمعته. وأما ما صنفه من الكتب فإني رغبت عن ذلك لمؤاخذتي للمصنفين،