والعمامة، وخطه جيد ما به بأس، وفضله ظاهر ما به إلباس، له قدرة على مداخلة الأكابر، والخوض معهم في اللجج والمعابر، يتحدث بالتركي، ويرمي في الإماج والألكي؛ إلا أن الموت هصر غصنه اليانع، وأجرى عليه المدامع.
وتوفي رحمه الله تعالى في سنة سبع وأربعين وسبع مئة فيما أظن.
باشر التوقيع بغزة بعد ابن منصور لما توجه إلى طرابلس فيما أظن، وتغير عليه الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى وعزله، وأحضره إلى دمشق، واعتقله. ولما كان في أيام الأمير علاء الدين ألطنبغا رسم له بالمدرسة الجراحية والمواعيد بالصخرة في القدس الشريف.
وكتب إلي أيام غضب تنكز علي شعراً كثيراً، من ذلك:
غدا حالي بحمد الله حالي ... وبالي قد تخلص من وبالي
وراح الخير منحل العزالي ... علي وقبل ذا كان الغزالي
وحزت العز مذ يممت حبراً ... كبحر لا يكدر بالقلال
فحياني وأحياني وأبدى ... مكارم لم يشنها بالقلا لي
وأرشفني على ظمأ زلالاً ... فكان ألذ من بنت الدوالي
وشنف مسمعي ببديع لفظ ... فقلت أتيت بالسحر الحلال
فزدني من قريضك يا خليلي ... فإن بليغ لفظك قد خلا لي
أبث لديك خطباً قد دهاني ... نوائب أذهبت جاهي مالي
وقد فني اصطباري واحتمالي ... وقد خان المناصح والموالي