للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا اعتبرت الحزن كان حقيقة ... وإذا اعتبرت الصبر كان محالا

وإذا غفلفت أقام لي إحسانه ... في كل وقت من سناه مثالا

وإذا هجعت فإنما زار الكرى ... ليروع قلبي أن أراه خيالا

قد كان يكرم جانبي ويجلني ... وإذا ذكرت أطابه وأطالا

ويجلني كأبيه في تبجيله ... حتى أقول قد استوينا حالا

فعلام لا أبكي وأستسقي له ... سحب القبول من الكريم تعالى

ولقد صحبت أباه قبل وجده ... وهما هما مجداً سما وكمالا

فوجدته قد حاز مجدهما معاً ... فرداً ونال من العلا ما نالا

ومضى حميداً طاهراً ما دنست ... أيدي الهوى لبروده أذيالا

عجل الحمام على صباه فلا ترى ... إلا دموعاً تستفيض عجالا

يا ناصر الدين ادرع صبراً فقد ... فارقت ثم صبرت ذاك الخالا

ورزيت قبل فراق خالك بابنه ... فحملت أعباء الخطوب ثقالا

وختام هاتيك الحوادث فقد ذا ... فأعاد حزناً كان مر وزالا

فاسلم لتبلغ بابنه العليا التي ... فسحت لهم فيها النجوم مجالا

فالأجر جم والعزاء طريقه ... فاصبر فلست ترى لها أمثالا

هي هذه الدنيا كشمس إن علت ... وافت عزوباً بعده وزوالا

كم خيبت أملاً وأتبعت الرجا ... يأساً وغادرت المصون مذالا

يسري بنا الآمال فيها غرة ... فيزيرنا ذاك السرى الآجالا

تباً لها من غفلة فإلى متى ... نرجو البقاء ونرجئ الآمالا

أو ما ترى فعل المنون بغيرنا ... نادتهم فتتابعوا إرسالا

<<  <  ج: ص:  >  >>