للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زاهدٌ عابدٌ تنّزه في دُن ... ياه عن كل ما بها من حُطامِ

كان كَنزاً لكلِّ كالبِ علمِ ... ولِمَنُ خافَ أن يُرى في حَرَامِ

ولعافٍ قد جاء يشكو من الفق ... ر لديه فنال كُلَّ مَرَامِ

حاز عِلماً فماله من مساوٍ ... فيه من عالمٍ ولا من مُسامٍ

لم يَكُنْ في الدنى له مِن نظيرٍ ... في جميعِ العُلومِ والأحكامِ

كان في علمِه وَحيداً فريداً ... لم ينالوا ما نالَ في الأحْلامِ

كل من في دمشق ناح عليه ... ببُكاءٍ من شدّة الآلامِ

فُجِعَ الناسُ في الشَّرقِ والغَر ... بِ وأضحَوا بالحُزنِ كالأيتامِ

لو يُفيدُ الفِداءُ بالرُّوحِ كُنّا ... قد فديناه من هُجومِ الحِمامِ

أوحدٌ فيه قد أصيبَ البَرايا ... فيُعزى فيه جميعُ الأنامِ

وعزيزٌ عليهم أن يَرَوْه ... غابَ بالرَّغمِ في الثّرى والرُّغامِ

ما يُرى مِثلُ يومهِ عندما سا ... رَ على النَّعشِ نحوَ دار السلامِ

حملوه على الرِّقابِ إلى القَب ... رِ وكادوا أن يَهلكوا بالزّحامِ

فهو الآن جارُ رَبِّ السماوا ... ت الرحيمِ المُهيمنِ العلاّمِ

قدّسَ الله روحَه وسقى قب ... راً حواه بَها طِلاتِ الغَمامِ

فلقد كان نادراً في بني الده ... ر وحُسناً في أوجَهِ الأيّامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>