وكان القاضي بعد إطلاعه على أمره لا يمكن أحداً من الموقعين يكتب على قصة حتى يكتب هو اسم من يوقع عليها، ومن ذلك التاريخ صار ذلك رسماً لكاتب السر يكتب على القصص اسم الموقع.
وبلغني عن هذا شرف الدين أنه كان في السجن يزور أشياء في الوصولات وغيرها ومكث بعد خلاصه من السجن مدة قريباً من أربع سنين. ثم إنه نام ليلة ونسي روحه والطوافة في يده تقد، فاحترق اللحاف الذي عليه وتعذر خلاصه فأصبح في بيته ميتاً محترقاً.
وكان قد كتب إلي من السجن وأنا بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة:
يعز على عيسى وجود خليله ... بمصر وعيسى بات في قبضة السجن
فيا نار أشواقي تلظت بها الحشا ... ولم يطفها من مقلتي واكف المزن
ويا حسرتا لو فزت يوماً برؤية ال؟ ... محيا الذي أزرى على البدر في الدجن
أمولاي إني قد سمعت فضائلاً ... ظهرت بها في مصر في غاية الحسن
فسارت بها الركبان في ساحة الفلا ... وغنى بها الملاح إذ صار في السفن
لقد فقت فرسان البلاغة كلهم ... وما أحداً عن ذاك في مصر أستثني
عسى نفثة من در شعر نظمته ... أحلي بها جيدي إذا شنفت أذني
فكتبت أنا إليه:
خليل أتى مصراً وعيسى محجب ... من الدهر في سجن فلا كان من كن
لئن كان في سجن فكل مهند ... إذا ادخروه للردى بات في جفن