فيا زهر روض حجبته كمامه ... عسى تتفرى عنه في ذروة الغصن
حنانيك إني فيك من شدة الأسى ... نقمت الرضى حتى على ضاحك المزن
فصبراً على ما قد منيت كأنما ... الزمان على الأحرار مثلك ذو ضغن
فقد يخرج الإصباح من ظلمة الدجى ... وقد تطلق الصبهاء من حرج الدن
كأني بذاك الوجه يبدي نضارة ... وقد برقعته بالحيا راحة الحسن
وقالت له الأيام وهي جديرة ... بكل قبيح أن تخون وأن تجني
أعيسى لقد شاركت في الحسن يوسفاً ... فشاركه أيضاً في الدخول إلى السجن
وأنشدته يوماً لنفسي بعدما خرج من السجن:
يا قلب إن رق خد ال؟ ... حبيب أو لان عطفه
فشعره كم تجافى ... وكم تثاقل ردفه
فأنشدني هو لنفسه:
شكوت الذي ألقى سهاداً وعبرة ... فوكل جفني أنه قط لا يغفو
فلانت لي الأعطاف والخصر رق لي ... ولكن تجافى الشعر واثاقل الردف
قلت: في البيت الأول نظر، وهو أنه لا يقال إلا أغفى يغفي، ولم يسمع في فصيح الكلام يغفو، وفي البيت الثاني نظر.
ثم إنني بعد ذلك قلت في هذه المادة:
في القلب من هاجري لوعة ... بغير تلافيه ما تندمل
فيا شعره بعض هذا الجفا ... ويا ردفه أنت ما تنحمل