عليه من تصانيفه، بل أجازه لي كتاب " كشف الرين في أمراض العين "، وتألمت لفقده لما بلغتني وفاته - رحمه الله تعالى -.
وكان له تجمل زائد في بيته وفي ملبوسه ومركوبه من الخيول المنسوبة والبزة الفاخرة، ثم إنه اقتصر على الخيل، وآلى على نفسه أن لا يطلب أحداً إلا إن جاءه إلى بيته أو في الطريق أو البيمارستان، وامتنع من التوجه إلى بيت أحد.
وكان مرصداً لتركيب الترياق في كل سنة بالبيمارستان المنصوري، وله في كل سنة مبلغ ست مئة درهم، ولما باشر الأمير جمال الدين نائب الكرك نظر البيمارستان أعجبه كثيراً، وأضعف معلومه - لأنه كان ستين درهماً - فجعله مئة وعشرين درهماً، وكان يعطيه الذهب من عنده خارجاً عن الجامكية المقررة له، وكان من أطباء البيمارستان، ومن نصيبه فيه مداواة الممرورين، ولما بلغتني وفاته - رحمه الله تعالى -؛ قلت أنا فيه:
من الطاعون قلبي في انقلاب ... فإن لكل من تلقاه فاني
ولما مات شمس الدين نادى ... كفاني فقد الأكفاني كفاني
وكنت قد كتبت أنا إليه من الرحبة:
أمولاي شمس الدين قد كنت أولاً ... تحل محل النور في العين بالأمس
فلا بدع أن يسود يومي وليلتي ... وقد حجبت عيناي عن طلعة الشمس
فكتب هو الجواب إلي عن ذلك:
طبيبك في مصر مريض من الجوى ... وقد قص منه بالبعاد جناحه
فيا من لذي سقم تمكن داؤه ... وأفسده مذ غاب عنه صلاحه